الثلاثاء، 13 يوليو 2010

«متعب الشمري » أول سعودي يحصل على رخصة طيار تجاري للطائرات متعددة المحركات

سفير المملكة في جنوب أفريقيا محمد العلي يكرم الكابتن الشمري

الخبر، تقرير- عبير البراهيم

تعود ذاكرة الكابتن متعب مرفوع الشمري إلى الوراء كلما شاهد الشرائط الذهبية المعلقة على كتفيه، بعد أن أنهى دراسته الجامعية في جنوب أفريقيا بعد قصة عناء طويلة وحصل على شهادة تثبت بأنه أول طيار سعودي يحصل على رخصة طيار تجاري للطائرات متعددة المحركات.

العمل كمضيف

ويتذكر "متعب" حينما كان شاباً في عمر 18 سنة، ويعمل كمضيف في الخطوط السعودية يتنقل بين الرحلات المختلفة للطائرات برفقة "الطيارين"، الذين كان جميعهم من الأجانب ، فلم يكن يوجد طيار سعودي واحد في تخصص الطيران للطائرات المتعددة المحركات، هنا عاشت "الحكاية" بداخله وأشعل أمنياتها بإصراره أن يتخطى المستحيل، وأن يحول في واقع المطارات التي عمل فيها ابتداء من "الخطوط السعودية"، وانتقاله بعد ذلك إلى "خياله"، ثم شركة "ناس" للطيران من مجرد مضيف برفقة الطيارين إلى "كابتن" طيران برتبة تخصص، لم يحصل عليها أحد قبله من السعوديين، فحقق أعلى نسبة نجاح ، وتحول إلى طيار كما رسم ذلك الحلم منذ سنوات.

رخصة الطيران التجاري

حصل على رخصة طيار تجاري للطائرات متعددة المحركات بنظام "caa"، وذلك بعد إكمال أكثر من 270 ساعة من أكاديمية أفريكان يونيون، جاب خلالها جمهورية جنوب أفريقيا، واستطاع أن يتنقل بين أكثر من 45 مطارا في كل من جمهورية جنوب بتسوانا، وجمهورية ناميبيا، ولم يصل نجاحه عند ذلك الحد، بل استطاع بإصراره أن يسجل رقمين قياسيين جديدين في مجال الطيران المدني في جنوب أفريقيا كاملة بنسبة 100%، وذلك في أكثر من اختبار بمقر الهيئة، ليتوج ذلك النجاح باستقبال سفير المملكة في جنوب أفريقيا "محمد بن محمود العلي" له مهنئاً ومباركاً، برفقة الكابتن "الن تشارلز رويبوك" الرئيس التنفيذي للاكاديمية ومديرة العمليات الجوية في الأكاديمية.

التعليم والدراسة معاً

اختار متعب جنوب أفريقيا، وذلك لتميزها في تعليم ذلك التخصص، حيث انها تحتوي على 300 مدرسة طيران فاختارها؛ لأنها أقل تكلفة من غيرها من المناطق مادياً، كما تتميز بقربها من المملكة، وذلك سهل عليه كثيرا في التنقل، خاصة بأنه كان يدرس في جنوب أفريقيا، ويعمل كمضيف في المملكة في آن واحد، وكانت هذه ذروة المعاناة في رحلة التعليم التي خاضها، فلم يستطع أن يحصل على إجازة طويلة ليكمل تعليمه فيها؛ لأنه كان مرتبطا بوظيفته وقد يخسرها في حالة لم يستمر بالالتزام بها، ففضل أن يعمل في عمله دون توقف أو إجازة حتى يستطيع أن يوفر شهرا آخر من الإجازات، خلالها يذهب إلى جنوب أفريقيا ليكمل تعليمه في هذا الشهر، واستمر في تنقله بين هنا وهناك لأشهر طويلة، ولكنه كان يعاني التنقل في ظروف جوية سيئة، علماً بأنه قد حصل على قرض بضمان راتبه ليكمل تعليمه على حسابه في الخارج، واستمر على ذلك الحال حتى أقفلت الشركة التي كان يعمل بها، وطلب أن يحصل على سنة إجازة بدون راتب إلا أن العرض الذي قدمته الشركة لم يكن مجديا، فوقع عقدا جديدا في شركة أخرى، وحصل على إجازة بدون راتب، وحاول أن يكمل تعليمه حتى استطاع أن ينهي دراسته بتفوق غير مسبوق في ذلك التخصص، ليعود وهو مليء بالطموح بأن يجد وضعاً جديدا ينتظره؛ لأنه حاصل على تخصص غير مسبوق غير أنه وجد بأن العروض غير مجدية، وبأنه لابد أن ينتظر وأن يستمر براتبه القليل الذي كان يحصل على ضعفه كمضيف، حتى تأتي فرصة جديدة للتوظيف، على الرغم من أنه يستطيع أن يحصل على راتب جيد ووضع أفضل في شركات الطيران التابعة لدول الخليج، لكنه فضل أن يأخذ فرصته في موطنه الذي يحب أن يضع خبرته ودراسته فيه، على الرغم من أنه يجد بأن الفرص الجيدة تمنح في القطاع الخاص للأجانب.

ساعد نفسك أولاً

بعد المعاناة الكبيرة التي عاشها "متعب" في مواصلة تعليمه، والتي تخللها الكثير من التنقل لمواصلة عمله في المملكة، إلا أنه يجد أن مقدار الضغوط الكبيرة التي تعرض لها من أجل الوصول إلى هدفه وخسارنه أكثر من 15 كيلو من وزنه؛ بسبب تلك التجربة، ربما أخذ الطيران منه العمر الذي مضى والجهد، لكنه قدم له حقيقة واضحة جعلها نصب عينيه بأن المرء لن يستطيع أن يحقق النجاحات في الحياة، إذا لم يساعد نفسه دون أن ينتظر بأن يساعده أحد أو يقدم إليه الدعم، وربما تنقل خلال مرحلة عمله منذ كان مضيفاً حتى الآن بين عدة دول بلغت 40 دولة زار خلالها 120 مدينة، جعلته يحصد الكثير من الثقافات المختلفة التي أثرت في شخصيته من خلال سفره الدائم، فالمرء يقرأ العالم من خلال عدد المطارات التي يزورها والتي يحلق من خلالها. وربما من أغرب المواقف التي مر فيها هو التحقيق الذي مر به من قبل الجهات المسئولة في جنوب أفريقيا، حيث استطاع أن يتم دراسة 8 مواد خلال 31 يوم عمل، وأراد الحصول على رخصة من قبل الطيران المدني إلا أنهم أخضعوه للتحقيق؛ لأن ذلك أثار استغرابهم حيث إن هذه المواد الثماني لا يمكن أن تجتاز إلا في ثلاثة أشهر أو أكثر، فكيف أتمها في 31 يوما إلا أنهم حينما عادوا إلى نتيجة الاختبار، ووجدوا بأنه أتم اختباره في هيئة الطيران المدني ذاته فليس هناك مجال لشك فثمنوا ذلك النجاح المختلف من نوعه والسرعة في الإنجاز، ليبدأ "الشمري" حكاية إنجاز جديدة على أرض وطنه ككابتن طيار بعد أن كان مضيفا سابقا.

http://www.alriyadh.com/2010/07/13/article543308.html

ليست هناك تعليقات: